خطر الإلحاد " للشيخ مصطفى العدوي تاريخ 27 2 2022 .. قسم الدروس العامة والخطب ........ " وما قدروا الله حق قدره " خطب الجمعة للشيخ مصطفى العدوي تاريخ 18 2 2022 .. قسم الدروس العامة والخطب ........ " المسارعة في الخيرات " خطب الجمعة للشيخ مصطفى العدوي تاريخ 4 3 2022 .. قسم الدروس العامة والخطب ........ " إن الله يأمر بالعدل والإحسان " خطب الجمعة للشيخ مصطفى العدوي تاريخ 11 3 2022 .. قسم الدروس العامة والخطب ........ بين يدي رمضان " آية الوصايا العشر " للشيخ مصطفى العدوي تاريخ 25 3 2022 .. قسم الدروس العامة والخطب ........ " أعمال رمضان " خطب الجمعة للشيخ مصطفى العدوي تاريخ 1-4-2022 .. قسم الدروس العامة والخطب ........ " والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " خطب الجمعة للشيخ مصطفى العدوي تاريخ 8 4 2022 .. قسم الدروس العامة والخطب ........ " ولا تيأسوا من روح الله " خطب الجمعة للشيخ مصطفى العدوي .. قسم الدروس العامة والخطب ........ " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " خطب الجمعة للشيخ مصطفى العدوي تاريخ 27 5 2022 .. قسم الدروس العامة والخطب ........ وعجلت إليك رب لترضى " خطب الجمعة للشيخ مصطفى العدوي تاريخ 3 6 2022 .. قسم الدروس العامة والخطب ........
شرح صحيح البخارى

الوصايا الربانية

الدرس
الوصايا الربانية
22793 زائر
11/06/2012
غير معروف

مقدمة :

الحمد الله الواحد القهار رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له ولى من الذل وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله أرسله الله بين يدى الساعة بالحق وبشير ونظيرا فبلغ الرسالة حق البلاغ ولدى الأمانة حق الأداء صلوات الله والسلام عليه وعلى أل بييته ومن سلك طريقته وإتبع سنته الى اليوم الدين وبعد.

أيها الأخوة بارك الله فيكم فى خضم هذه الفتن التى تمر بأمة محمد (صلى الله عليه وسلم ) يلزمنا عن نبحث عن مخارج منها ومن المخارج من هذه الفتن التى تمر بأمة محمد (صلى الله عليه وسلم ) تقوى الله سبحانه وتعالى وحسن التوكل عليه إذ الله قال: " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب "

وقال تعالى فى كتابه الكريم :" وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا "

فمن أعظم المخارج من الفتن حسن التوكل على الله وحسن الإنابة اليه وحسن الرجوع اليه ، وكذلك الرجوع إلى كتاب الله فى المُلمات وكذلك الرجوع إلى سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وإلى الفقه فى الدين ، إذ قال النبى

(صلى الله عليه وسلم ): "إنى تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلو بعدى أبدا كتاب الله" ,فحس على كتاب الله ورغب فيه وقال وأل بيتى ، وفى رواية أخرى عن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) قال: "إنه من يعش منكم فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين الماديين من بعدى عضوا عليها بالنواجز وإياكم ومحدثات الأمور".

فكان لِزاماً أن نتجه إلى كتاب الله وأن نتجة إلى سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) مع حسن التوكل على الله سبحانه وتعالى, ولزوم التقوى دائما وأبدا و لنثُبت على ديننا مهما كانت المُلمات فى إننا أُمرنا بالثبات على الإيمان حتى المُلمات مهما تغيرت الأحوال أو نزلت بنا الناوزل ، ولقد قال لرسوله الأمين

(صلى الله عليه وسلم ):" وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ " أى إستمر فى عبادة الله حتى يأتيك الموت " وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ " , فمهما تبدلت الأمور وتغيرت الأحوال ومهما نزلت النوازل ومهما ذهب رئيس أو أتى رئيس ,أو زالت دولة و جاءت دولة أو ذهب عزيز, أو جاء أخر على أية حال يلزمنا أن نستمر لى عبادة ربنا حتى تأتينا مُنيتنا ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.

وبهذا قال المسيح عيسى عليه السلام :إذ أنطقه الله فى المهد فقال:" إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ".

فالأحوال تتدبل والأيام تتداول وتتضحك اليوم وتبكى غدا وتسعد اليوم وتشقى غدا ولكن ,لاينبغى أبدا أن نتنازل عن ديننا أو نتنازل عن وِجهتنا وهويتنا ودعوتنا فنحن على أية حال بإذن الله, بل ومؤمنون إن شاء الله ومحسنون لا نتردد بإذن الله ولا نرتاب فالنحرص على ذلك ولا تجرفنا حياة الدنيا بما فيها من أحداث عن طاعة ربنا وعن عبوديتنا له .

إخوانى بارك الله فيكم وفى هذا المقام أُذكر ببعض أصول ديننا وبعض وصايا ربنا التى أوصانا بها فنعمَ الوصايا وصايا أوصانا بها ربنا سبحانه وتعالى ,وأوصانا بها نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم ) فقد قال الله تعالى فى كتابه الكريم :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ "

فأنظر ماذا قدمت لغدك ماذا قدمت ليوم لقاء ربك سبحانك وتعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ "

أُذكر بشئٍِ من وصايا ربنا لنا جُمعت فى أياتٍ متتابعة متناسقة من سورة الإسراء حتى يزن كل منا نفسه على هذه النصوص, يقول تعالى ذكره فى وصايا من أعز الوصايا بل أعزها:" وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً " ,فُصُدرت الوصايا فى الحس على عبادة الله المتضمنه الطاعة والخضوع لله, والإستسلام لله والتحاكم إلى شرع الله" وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً" نبذٌ لكل معبودٌ من دون الله ,ونبذٌ لكل شريعةٍ غير شريعة الله " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً" أطيعوه وإخضعوا له وإستسلموا له, إذا أمركم بأمرٍ فإمتثلوه وإذا نهاكم عن أمرٍ فإجتنبوه ، إذا إحتجتم إلى شئ سألتموه ,وإذا وقع بكم ضرٌ سألتموه أن يرفع عنكم الضُر ,أو حل بكم بلاءً سألتموه أن يكشف عنكم البلاء ،أسجدوا له وإركعوا ،إنهروا له وإذبحوا ، حُجوا الى بيته وأندورا له ، كل ما كان من مقتضيات العبادة أدوها لربكم لا تصرفوا منها شيئاَ لغيره.

ثم نهياً عن عبادة أى إله مع الله ، وعن تقلد أى شريعة غير شريعة الله ولا تشركوا به شيئا ، فلا لمذهبٍ هدام لا مذهبٍ علمانياً او ليبرالىً , و لا لمذهب يساريٍ و إشتراكيا ولا شيوعى, إنما الوجه لله والإستسلام لله والإنقياد لله "وأعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا" لا ظاهر الشرك ولا خافيه, لا نُرأى بأعمالنا إلا الله, وكذلك إذا حلفنا لا نحلف إلا الله ، إذا إستعانا فلنستعن بالله ، علمنا إننا إذا حفظنا الله حفظنا الله .

ثم تتوالى الوصاية ببيان أعظم حق للعباد علينا بعد حق الله ورسوله

قال تعالى :" وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا " فمن ديننا حُسن العهد ، وأصحاب الحقوق علينا من البشر يلزمنا الله أن نؤدى لهم حقوقهم ، فلا يشكر الله من لايشكر الناس ، والذى لا

يُحسن لوالديه ومن ثم سيكون جحوداً مع الخلق كلهم إذا لم يحسن إلى والديه سيكون جحوداً وإن أظهر غير ذلك .

قال الله تعالى : " وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا " أى أحسنوا إلى الوالدين إحسانا فأعظم حق بعد حق الله ورسوله حق الوالدين .

لذا توالت النصوص التى المذكرة بذلك " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً"

" وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا

" " قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا "

" أى الأعمال أحب إلى الله يا رسول الله ، الصلاة فى وقتها ثم بر الوالدين ، وأى ذنب أعظم يا رسول الله ، الشرك بالله ثم عقوق الوالدين"

ولا يخفى عليكم ان بر الوالدين سبابا من أسباب قبول الدعاء ، إذا كنت بارً بوالديك ورفعت يديك الى السماء يارب أرزقنى - ترزق ، يارب فرج كربى _ يفرج الله كربك ، يارب نجحنى – الله يكرمك سبحانه وتعالى ، فلا يخفى عليكم أن من أعظم أسباب إجابة الدعاء بر الوالدين ،" والثلاثة الذين انطبقت على فم غارهم ثغرة قام أحدهم يتوسل ببره بالولديه الشيخين الكبيرين" .

وفى المقابل عقوق الوالدين سببٌ فى تخلف دعوتك عن الإجابة ، تدعو فلا يستجاب لك لكونك عاق ، لكونك ظالم لوالديك ، لكونك أبكيت الوالدين ، "لقد جاء رجلا الى النبى محمد (صلى الله عليه وسلم ) قائلاً: يا رسول الله أريد الجهاد معك هل هناك

أفضل من الجهاد مع رسول الله إبتغى الأجر من الله ، قال :أحىً والداك ، قال: نعم ، قال: كيف تركتهم ، قال تركتهم يبكيان ، قال : إرجع فأضحكهما كما أبكيتهما ، وفى رواية : ففيهما جاهد ، فالوالدان حقهما عظيم ، "لقد سمع النبى فى رؤية منامية صوت قارئيين يقرأ فى الجنة فقال من هذا الرجل القارئ ، قالوا هذا حارسة بن النعمان وكان أًبر الناس بأمه ، فقال (صلى الله عليه وسلم ) فكذاكم البر" .

فلا تنسوا هذا الأصل العظيم أصل بر الوالدين فهما من أوسط أبواب الجنة، بسببهما تدخل الجنة ، تدُفع عنك االمصائب ,الأشرار يصرفون عنك ببِركَ بوالديك ، الأرزاق تستدر لك ببرك لوالديك, فإحرصوا على هذا الباب العظيم ، ربكم الأعلى

يقول " وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ، ويزداد الأمر ببرهما و يزداد الحث على برهمها عند كبرهما ، " إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ "

،إذا كبر ابوك او تقدمت بالسن أمك واصبحت أمك تخرف أو أصبح أبوك يخرف أو أصبح ابوك يبول على نفسه مع كبر السن ,أو يسقط إذا ما رام القيام فلا تتآفف ، إذا تكلم كلمة ولكبر سنه نُكس فى الخلق وأصبح يهزى بعد إن كان مستقيما ، إذ الله قال :" وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ"

فإذا صدر من أمك شيئاً أو صدر من أبيك شيئاً فلا تتقزز ولا تتأفف ولا تقل لهما أُفٌ

إذا وجدت منهما مع كبرهما شئياً تكره فلا تتأفف كم وجد منك ابواك عند الصغر ،كم قامت عليك أُمك تغسلك وتطهرك وتنظفك ،وكم دارت بك عند الأطباء وهى ترجو سعادتك وترجو شفاءك ، وها هى عند الكبر تحتاج منك الى رد الجميل ، وفارق بين

جميل وجميل ، ففى الصغر هى تتمنى لك الشفاء وتدور بك عند الأطباء ،أما أنت و عند كبرهما تتمنى لهم الوفاه ، اليوم قبل غدا

"وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ا"

"فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا" ، طيب الكلام ، لا تتأفف ، لا تظهر تبرماً وضيقاَ فى وجهك ، بل أظهر لهما كل خير ، لا تزعجهما بمشاكلك ، أدخل عليهما كل سرور حتى تحظى بدعوات صالحات منهما يبارك لك فى نفسك يبارك لك فى, ألك يبارك لك فى أولادك ، "وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا و اخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً" ، كن مطيعاًَ" و اخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ".

فليجعل أحدكم من أوراده ومن دعواته نصييبا من الدعاء لوالديه ، ربى إرحمهما كما ربيانى صغيرا ، "رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ"

أكثروا من الدعاء إلى الأباء والأمهات ، ثم قال الله تعالى: " و اخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ", لكن نحن بشر قد نتأفف قد نخطئ على الوالدين أحيانا لخطأ صدر منهما لكن ربنا يعلم أننا نحبهما ولا نريدالإهانة لهما, فن ثم قد فتح باب التوبة أمام من ذلت قدمه مع أبويه او مع أحدهما ،

قال الله تعالى :" رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً" ، كان للرجاعين غفورا ، قد يخطئ والدك لكبر سنه ولضعف عقله ولقلة تفكيره فتغضب عليه وربنا يعلم ما فى نفسك أنك لا تريد إهانة للأبوين ولكن زلت قدمك ,فبادر بالتوبة والاوبة الى الله كما

قال تعالى" إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا "

وبعد الوالدين ينتقل الأمر إلى الإحسان بالأرحام "وَءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّه"ُ

فأقربائك لهم عليك حق عمك عمتك, خالك ,خالاتك, أبناء العم ,أبناء الخال أبناء أبناء العم ,أبناء أبناء الخال ,وكذلك بنات العم ,بنات الخال ,فكل الأقارب عليهم عليك حق

لا تتنكر لأقربائك ، إذا كنت من ذوى الوجاهات ,أو من ذوى الثراء, أو من ذوى الشرف لا تتنكر لأبويك ولا لعشيرتك ،إن يوسف الصديق لما أتاه الله قدر كبير من المُلك

قال لأخواته" اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ" ، أتونى بالأسرة كلها بالأقارب كلهم فأتوا جميعاً ، خرج يستقبلهم على مشارف مصر مُرحباً مهشاً مهتماً قائلاً :" ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ"

فلم يستنكر لهما لكون أُوتى منصباً بل ,ورفع أبويه على العرش ،أجلسهما على أعلى ساريراً للملك ورفع أبويه على العرش ،هكذا إكرام العشيرة

فربكم يقول "وَءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّه"ُ قريبك له عليك حق ، قد تكون غنى فى أسرة وربنا ساق لك الغنى حتى تكرم بك الأسرة, وحتى تكرم بك العائلة وإن تنحيت سُلبت عنك نعم الله ، قد تكون من ذوى الواجهات لخدمة أهلك وخدمة عشيرتك وخدمة بلدك

وخدمة أصدقائك فإشكر نعمة الله وقابلها بالشكر والإحسان إلى الخلق بعد شكر الخالق سبحانه "وَءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّه"ُ

"وأمك وأباك أختك وأخاك ثم أدناك أدنالك" هكذا فى الحديث, لا تكن فظاً غليظاً على إخِواتك وعلى أخَواتك تضرب هذا وتشتم هذه وتسلب هذه أموالها وتسلب الولد الأخر ماله, بل كن كريماً محسناً ولم يضيعك الله ما دمت كريماً ما دمت محسناً

ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ" والمسكين أيضاً له حقٌ وأبن السبيل المسافر المجتاز له حق .

ولكن "وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً" فنتعلم من ديننا الإقتصاد فلا إسراف ولا تبذير ، لا بخلٌ ولا تبذير فالمبذر مذموماً و أخٌ للشياطين ,والمقطر كذلك لا يحبه الله وأى داء أدوى من البخل كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : "فكن وسطاً فى أمورك لا تظن أن بتبذيرك تكون كريما بل أنت أخٌ للشياطين ولا تظن أن ببخلك تعيش سعيداً بل انت ملوماً من الخلق محسوراً" كذلك ,قال الله تعالى :" وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا. إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا. وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ

ترجوها "

يعنى إن أردت الا تعطى الأقارب شيئاً لضيق ذات اليد أو إنتظاراً لفرج الله فكن طيب القلب قل, إن وسع الله عليا إن شاء الله سأوسع عليكم ، قد تعطىه عشرة جنيهات

فهى قليلة لكن أتبعها بطيب القول إقبل منى عذرى سامحنى على التقصير إن وسع الله عليا ستجد منى كل خير ، تلطف معه كأنك أنت الآخذ وهو المعطى بإذن الله ،

قال تعالى :

" وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا "

قولا طيبا سمعاً فهذا القول الطيب ترضى به النفوس الأبية ,ترضى به رضاً أكثر من الماء ، لقد أعطى النبى أصحاب له أموالاً وترك صحابىً جليلاً طيباً يقال له عمرو بن تغلب فوجد عمرو فى نفسه لما لم يعطينى النبى عليه الصلاة والسلام ولكنه لم يبرز هذا الذى فى نفسه على لسانه إلا ان النبى قام فى الناس خطيبَ قال يأيها الناس إنى أُعطى أٌقواماً أتألفهم وأكل أٌقواماً إلى ما فى قلوبهم خير منهم عمرو بن تغلب ، قال عمرو والله كلمة رسول الله أحبُ إلى من كل النعم إذا كان قد أعطانة أعداداً هائلة من الأبل ما سعدةُ بها كسعادتى بكلمة رسول الله,

وقد قال الله تعالى :" قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى" " وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا "

أحسن أيها الأخٌ الكريم الى أختك إلى أخيك إلى أبن عمك إلى إبنة عمتك إلى الأقارب عموماً ,وكلل الإكرام بالقول الطيب الحسن ثم قال تعالى :" وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا " لا تكن بخيلاً و لا تكن مبذراً ستقعد ملوماً محسوراً ملوماً من الخلق لبخلك محسوراً على ضياع أموالك, متحسراً متأسفاً" إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيرا

   طباعة 
8 صوت
التعليقات
جديد الدروس
روابط ذات صلة
الدرس السابق
الدروس المتشابهة الدرس التالي