Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors

أسباب حفظ الله للعبد

الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك، وخلق كل شئ فقدره تقديراً.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحيي ويميت، يعز ويذل، يهين ويخفض، يخفض ويرفع، يضحك ويبكي، يبتلي ويعافي. كم من ذليل أعزه الله، وكم من عزيز أذله الله، وكم من وضيع رفعه الله، وكم من رفيع وضعه الله. ومن يهن الله فما له من مكرم، إن الله يفعل ما يشاء. وأشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له، يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، خزائن كل شئ بيديه، ومنتهى الأمور كلها إليه كما قال عز من قائل: “وأن إلى ربك المنتهى”، وكما قال عز من قائل: “ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقون لا يعلمون”، وكما قال: “وإن من شئ إلا عندنا خزائنه ما ننزله إلا بقدر معلوم”، يفعل ما يريد ويحكم ما يشاء سبحانه وتعالى.

وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، صلوات الله عليه وعلى آل بيته، أرسله الله بين يدي الساعة بالحق بشيراً ونذيراً، أدى الأمانة وبلغ الرسالة، فعليه صلوات الله وتسليماته.

إخواني بارك الله فيكم:
اعلموا علم اليقين وأيقنوا تمام اليقين أن الله خيراً حافظاً وهو أرحم الراحمين، هو الذي يحفظ الأمم والجماعات، ويحفظ الأفراد والشعوب. فلا يكون شيء في هذه الحياة إلا بأمر الله. لن يتسلط قوم على قوم إلا إذا سلطهم الله، ولن يكف أذى قوم عن قوم إلا إذا كفهم الله، قال تعالى: “وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم”.

وقال مذكراً بنعمة كثيراً ما ينساها الناس: “يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون”. فلن يتسلط شخص على شخص إلا إذا سلطه الله، ولن يندفع أذى قوم عن قوم إلا إذا دفعه الله. فالذي يطعم من جوع ويؤمن من خوف هو الله، كما قال سبحانه: “فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”، وقال: “وضرب الله مثل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون”.

وقد قال الله تعالى: “ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع”، فالذي يبتلي بذلك هو الله: “ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والثمرات وبشر الصابرين”، “الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة”.

فالأحداث التي تجري في هذا الزمان وفي كل زمان لا تجري إلا بإذن الله، وحتى غلاء الأسعار وانخفاضها بتقدير الله. غلا السعر في زمن النبي ﷺ فقالوا: يا رسول الله لو سعرت؟ فقال: “إن الله هو الخافض الرافع القابض الباسط المسعر، وإني لأرجو أن ألقى الله وليس أحد يطلبني بمظلمة”.

فالذي يخفض الأسعار هو الله، فكل ما يجري في الكون بإذن الله وتقديره سبحانه وتعالى.

وكثير من الابتلاءات إنما تكون لإرجاع الناس إلى الله سبحانه، كما قال: “وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون”. فإذا طغى الإنسان ابتلاه الله حتى يرجع إليه، فيبتليه بالمرض أو الفقر أو الأذى ليرجع إلى مولاه، والله يحب العبد التواب.

على كل حال، الشكر لله في كل وقت، فكلمة “الحمد لله” قد يزيد الله بها رزقك أو يدفع بها عنك البلاء، كما قال تعالى: “لئن شكرتم لأزيدنكم” وقال: “ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم”.

فلأسباب حفظ الله لنا نرى كيف حفظ نوحاً وموسى وإبراهيم ولوطاً ومحمدًا ﷺ في أشد المواقف، فالله هو الحافظ والمعين.

فعلينا أن نوقن أن الله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين، وأن نحافظ على أوامر الله كما قال النبي ﷺ: “احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك”.

فابذل جهدك للاستقامة على أمر الله، وأدِّ ما أوجب عليك من النصح والتذكير لأهلك، فالنجاة للأمة في التمسك بشرع الله، وإلا نزل بها البلاء كما قال عليه الصلاة والسلام: “إذا كثر الخبث”.

فلنسعَ جاهدين لإنقاذ أمتنا وبلادنا من مريدي السوء، ونجعل غايتنا تعظيم أمر الله، والعمل على نصرة دينه، فإن الله وعد: “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”.

منشورات ذات صلة

اترك أول تعليق