الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً
ولم يكن له شريك في الملك، وخلق كل شئ فقدره تقديراً.
الشهادة والتوحيد
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحيي ويميت، يعز ويذل، يهين ويخفض، يخفض ويرفع، يضحك ويبكي، يبتلي ويعافي. كم من ذليل أعزه الله، وكم من عزيز أذله الله، وكم من وضيع رفعه الله، وكم من رفيع وضعه الله. ومن يهن الله فما له من مكرم، إن الله يفعل ما يشاء.
يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، خزائن كل شئ بيديه، ومنتهى الأمور كلها إليه كما قال عز من قائل: “وأن إلى ربك المنتهى”، وكما قال عز من قائل: “ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقون لا يعلمون”، وكما قال: “وإن من شئ إلا عندنا خزائنه ما ننزله إلا بقدر معلوم”.
شهادة أن محمداً رسول الله
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، صلوات الله عليه وعلى آل بيته، أرسله الله بين يدي الساعة بالحق بشيراً ونذيراً، أدى الأمانة وبلغ الرسالة، فعليه صلوات الله وتسليماته.
حفظ الله للأمم والأفراد
اعلموا علم اليقين وأيقنوا تمام اليقين أن الله خيراً حافظاً وهو أرحم الراحمين، هو الذي يحفظ الأمم والجماعات، ويحفظ الأفراد والشعوب. فلا يكون شيء في هذه الحياة إلا بأمر الله.
لن يتسلط قوم على قوم إلا إذا سلطهم الله، ولن يكف أذى قوم عن قوم إلا إذا كفهم الله، قال تعالى: “وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم”.
نعمة دفع الأذى
وقال: “يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا أيديهم فكف أيديهم عنكم”. فلن يتسلط شخص على شخص إلا إذا سلطه الله، ولن يندفع أذى قوم عن قوم إلا إذا دفعه الله.
الابتلاءات والاختبارات
قال الله تعالى: “ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع”، فالذي يبتلي بذلك هو الله: “ونقص من الأموال والثمرات وبشر الصابرين”.
الأحداث التي تجري في هذا الزمان وفي كل زمان لا تجري إلا بإذن الله، وحتى غلاء الأسعار وانخفاضها بتقدير الله.
الشكر سبب الحفظ
الشكر لله في كل وقت، فكلمة “الحمد لله” قد يزيد الله بها رزقك أو يدفع بها عنك البلاء، كما قال تعالى: “لئن شكرتم لأزيدنكم” وقال: “ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم”.
الاقتداء بالأنبياء
نرى كيف حفظ الله نوحاً وموسى وإبراهيم ولوطاً ومحمدًا ﷺ في أشد المواقف، فالله هو الحافظ والمعين.
التمسك بأوامر الله
علينا أن نوقن أن الله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين، وأن نحافظ على أوامر الله كما قال النبي ﷺ: “احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك”.
فابذل جهدك للاستقامة على أمر الله، وأدِّ ما أوجب عليك من النصح والتذكير لأهلك، فالنجاة للأمة في التمسك بشرع الله، وإلا نزل بها البلاء كما قال عليه الصلاة والسلام: “إذا كثر الخبث”.
خاتمة
فلنسعَ جاهدين لإنقاذ أمتنا وبلادنا من مريدي السوء، ونجعل غايتنا تعظيم أمر الله، والعمل على نصرة دينه، فإن الله وعد: “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”.